يصل عدد سكان جراز ثاني أكبر مدن النمسا إلي 280 ألف نسمة منهم 40 ألفا من الطلبة لأنها تضم أكثر من ست جامعات,ويمكن تتبع جذور تلك المدينة إلي أيام الرومان الذين كانوا أول من أنشأ قلعة صغيرة لاتزال مركزا للمدينة حتي يومنا هذا.
وبني السلوفينيون قلعة أكبر في المكان نفسه فيما بعد وسموهاجراديكوتعني القلعة,ثم اشتق منها اسم جراز الذي أطلق علي المدينة عام 1128 عندما تحولت إلي مركز تجاري ثم إلي عاصمة النمسا وذلك تحت حكم آل هابسبيرج.وكما هو واضح فإن جراز تتمتع بتاريخ ثقافي غني عبر عنه وجود عدد من الجامعات وتأسست إحداها عام 1585,وبسبب موقعها الاستراتيجي كانت دائما هدفا للغزاة مثل الأتراك والنازيين والروس.
وأعلنت جراز عاصمة للثقافة في أوربا عام 2003,ويبعد مطار جراز نحو تسعة كيلو مترات عن مركز المدينة ومن السهل الوصول إلي المدينة وبطريقة غير مكلفة حيث تبعد محطة القطار 300 متر فقط عن قاعة المسافرين في المطار,وتغادر القطارات إلي المدينة كل ساعة تقريبا وهناك بعض البدائل مثل الحافلات التي تغادر من موقع قريب من قاعة المسافرين بالمطار.
وبسبب صغر حجم المدينة فإن استخدام الدراجة النارية يعتبر من أفضل الخيارات ويساعد في هذا المجال ندرة الأمطار في جراز ويمكن استئجار هذه الدراجات,وإذا كنت ترغب في إقامة طويلة فعليك أن تشتري دراجة ثم تبيعها بسهولة عند المغادرة ويعتبر ذلك أوفر بكثير.
أما عن أماكن الجذب,فقد أعلنت المدينة القديمة ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو توجد قلعة سكلوسبيرج علي قمة تل في وسط المدينة التي كبرت حولها مدينة جراز ويريحك المصعد الكهربائي من عناء الصعود إلي قمة التل بالرغم من أن استخدامها سيحرمك من عبور مسالك وسط الغابات وبالتالي المشاهد الخلابة.
وتتميز قلعة أيجنبيرج بغرفها الفسيحة وبطرازها المعماري كثير الزخارف ويمكن دخول الحديقة المحيطة بالقلعة برسم مقداره يورو واحد ويمكن أن تعفي منه إذا عرفوا أنك تنوي القيام بجولة كاملة في القلعة,الشيء الذي ينصح به لكونها تحتوي علي رسومات رائعة تغطي جدرانها وسقوفها وكذلك مواقد النار المشغولة بالسيراميك وأرضيات الغرف المغطاة بالخشب.
وكذلك متحف ستيريا الحربي,يحتوي هذا المتحف علي مجموعة من الأسلحة والدروع التي تتراوح بين السيوف العريقة والصولجانات وحتي المسدسات الحديثة,وفي الأصل كان القصد من ذلك المتحف جاهزيته لتزويد الناس بالأسلحة في حال التعرض لهجوم لذلك فهي أسلحة للاستخدام وليست للاستعراض,ويحظر علي الزوار التقاط الصور في حين يمكن شراء بطاقات تحمل صور المعروضات الرئيسية من مجلات بيع الهدايا,وعلي الزائر التنبه إلي أن هذا المبني يصبح دافئا جدا في أيام الصيف خاصة في الطوابق العلوية مما يستدعي من المتحمسين الذهاب في وقت مبكر أو ستجد أن حماسك سيقل بمجرد تجمع حبيبات العرق علي جسمك.
وفي الأسواق الشعبية جهة دار الأوبرا يتجمع المزارعون الصغار القادمون من ضواحي مدينة جراز أو زوجاتهم في سوق الخضر والفواكه لبيع محاصيلهم في أوقات الصباح.
No comments:
Post a Comment