بعد أن كشفت الدراسات أن جسم الإنسان يفرز مسكنا طبيعيا مستخلصا من لعابه يمكن اعتباره أقوي عدة مرات من مخدر المورفين, توصل علماء أمريكيون إلي أن تحليل اللعاب يمكن أن يساعد الأطباء علي كشف الإصابة بسرطان الفم في مراحل مبكرة وخلال وقت قصير.وأشار باحثون من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو إلي أن اللعاب يلعب دورا مهما في عملية الهضم, كما أنه يعكس حالة الجسم.وذلك لأنه يحتوي علي عدد كبير من البروتينات هي نفسها الموجودة بالدم, مما شجع العلماء علي استخدام اللعاب للكشف عن أمراض كثيرة.وأوضح الباحثون أن فحص اللعاب قد يسهم في تشخيص هذا النوع من الحالات خلال وقت قصير, باعتبار أن الأورام السرطانية تفرز بتركيز عال بروتينات غير طبيعية في الجسم, يرجح أنها تظهر في اللعاب.وتعتمد طرق التشخيص التي تختص بأورام الفم علي الفحص الذي يكشف عن وجود تغيرات غير طبيعية في النسيج الفمي في حالة الاشتباه في وجود أورام مما يدفع بالمختصين من أطباء الأسنان وغيرهم إلي أخذ جرعة من تلك المناطق لإخضاعها للفحوص المخبرية اللازمة.ونجح فريق البحث في الكشف عن إمكانية تحديد أشكال معدلة من جزيئات الحمض النوويDNA,تفرز من قبل الخلايا السرطانية في الفم, وتظهر في لعاب الأشخاص المصابين دون الأصحاء, حيث لجأوا إلي قياس خمسة من المورثات التي تظهر في اللعاب والأنسجة, والتي تخضع إلي التعديلات الكيميائية في حالات الإصابة بالأورام السرطانية, وذلك بهدف تحديد درجة التغير الحاصل فيها, ومقارنته عند أفراد أصحاء وآخرين مصابين بورم سرطاني في الفم.وعلي الرغم من أن الفحص قد أثبت فعالية في 80% من الحالات, إلا أن هذه النسبة لاتعد كافية لاعتباره أداة حساسة في مجال تشخيص الأورام السرطانية, لذا فهم يأملون مستقبلا بتطوير الفحص من خلال زيادة عدد المورثات الخاضعة للتقييم, بهدف رفع نسبة نجاح هذا النوع من الفحص.سرطان الثديأشار سابستيان بايج وتشارلز ستركفوس من قسم طب الأسنان في جامعة تكساس الأمريكية إلي أن تحليل اللعاب يمكن أن يساعد الأطباء علي تشخيص مرض سرطان الثدي عند النساء, وأن هذا الكشف سيمكن أطباء الأسنان من تشخيص المرض لأنهم يزيلون لعاب المرضي بشكل روتيني خلال الكشف علي أسنانهم, حيث إن تحليل اللعاب يعطي نتائج أفضل من تلك التي يتم الحصول عليها عند إجراء فحوصات الدم.وقد توصل هؤلاء العلماء إلي أول إثبات علي إمكانية استخدام العلامات الحيوية للحمض النووي الرايبوزيآر. إن. إيهفي اللعاب للكشف عن السرطان بأقل التكاليف.جدير بالذكر أن الحمض النووي الرايبوزيآر. إن. إيههو الحامل لمعلومات المادة الوراثية حيث ينقل تعليمات إنتاج البروتينات من الحمض النوويدي. إن. إيهإلي الخلايا.الكشف عن الإيدزوقد تمكنت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية من إجراء أول اختبار سريع للعاب للكشف عن الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب للإيدز, ويستطيع الاختبار الذي صممته مؤسسة أوراشور تكنولوجيز إظهار النتائج خلال 20 دقيقة, علي عكس الاختبارات الأخري التي تستخدم عينة من دم المشتبه في إصابته.ويوفر هذا الاختبار خيارا أكثر فاعلية للمرض الذين يخشون اختبارات الدم, لذا فهو يساعد علي تشجيع الناس علي إجرائه من ناحية, ومن ناحية ثانية الحصول علي النتائج بأسرع صورة ممكنة.من ناحية أخري توصلت دراسة علمية حديثة إلي إمكانية استخدام اللعاب في التشخيص الطبي كبديل للدم, فقد اكتشف الباحثون أن أكبر عدد من البروتينات موجودة في لعاب الإنسان.وتتمثل أهمية الاكتشاف الجديد في كون اللعاب أكثر أمانا من أسلوب التشخيص المعتمد علي الدم,بالإضافة إلي كونه أسلوبا سريعا ورخيصا فضلا عن أنه يتسم بسهولة الحصول عليه.واكتشف الباحثون أن البروتينات الموجودة في الدم موجودة نفسها في اللعاب من خلال تسرب سوائل الجسم عبر اللثة, لكن ليس معني ذلك أن تحل اختبارات اللعاب محل جميع اختبارات التشخيص للدم. كما يعكف مجموعة من الباحثين الأمريكيين علي إجراء العديد من التجارب علي اللعاب لمساعدتهم في تشخيص الأمراض التي تصيب الأسنان واللثة.وأكد الباحثون أنه من المتوقع أن يأتي اليوم الذي يلجأ فيه الأطباء لأخذ عينات من اللعاب بدلا من الدم لمساعدتهم في تشخيص الأمراض, مما يساعد علي مكافحة الالتهابات البكتيرية المزمنة التي تصيب الإنسان.وأشار الدكتور كريج ميلر من جامعة كنتاكي إلي أن فريق البحث يجري حاليا تجارب لمعرفة إمكانية استخدام اللسان لتشخيص الأمراض التي تصيب الأسنان واللثة,بدلا من الاكتفاء بفحوص روتينية مثل فحص الدم.عن:B.B.C -منظمة الصحة العالمية
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment